الموضوع الاصلي من هنا:
دروس تعليمية في الكمبيوتر و الانترنت http://lessons-msh.blogspot.com/
شهدت العشر سنوات الماضبة تقنيات مدهشة مثل التلفزيون العالي الوضوح، و«بلو راي»،و«جي بي إس»، و«واي فاي»، و«جيمايل»، و«يوتيوب»، و«آي بود»، و«كيندل»، و«إكسبوكس»، ولعبة «ووي»، و«فيس بوك»، و«تويتر»، و«أندرويد»، ومخازن الموسيقى على الشبكة، والأفلام السينمائية التي يجري بثها.. وهكذا.
ومع نهاية العقد هذا يبدو مناسبا أن نستعيد بعضا من الماضي، ونستمد منه رؤيتنا إلى العقد الجديد من هذه الألفية الذي سيكون حافلا بالمنجزات التقنية.
<!-- adsense -->
من المعلوم أن الأشياء لا تحل محل الأشياء الأخرى، بل تتفرع عنها. وما يزعج هو سماع الخبراء والاختصاصيين وهم يرددون أن بعض المنتجات ستزيح «آي فون» مثلا، أو «كيندل». لكن اسمعوا جيدا أيها الناس: إن التقنيات الاستهلاكية تتفرع وتتشعب، ولا تحل الواحدة منها محل الأخرى.
وكان من المفروض أن يحل التلفزيون محل الإذاعة، وأقراص «دي في دي» محل ما قبلها، والقهوة الفورية محل الطازجة التي تغلى على مهل. لكن ذلك لم يحصل. إذن ماذا يخبئ لنا المستقبل؟
تنوع تقني
* هناك هواتف «آي فون» و«أندرويد»، وهناك إذاعة راديو الأقمار الاصطناعية وإذاعات «إف إم» و«إيه إم» (الموجة المتوسطة). كذلك هناك الكتب المطبوعة والكتب الإلكترونية. الأشياء لا تحل محل الأخرى، بل يضاف بعضها إلى بعض.
وعاجلا أم أجلا ستكون كل الأمور رهن الطلب. فالسنوات العشر الأخيرة قد شهدت تحولا كبيرا من التخزين والحفظ على الورق والشرائط، إلى التنزيل الرقمي للموسيقى والبرامج التلفزيونية والصور، والآن الكتب والصحف. فنحن نرغب في الوصول إليها مباشرة وفورا، وبسهولة كبيرة.
أطفالنا وأحفادنا اليوم يجدون أنه من المضحك والمسلي أنه إذا رغبوا في مشاهدة فيلم سينمائي في منازلهم يتوجب عليهم ركوب السيارة والتوجه إلى محل واستئجار قرص بلاستيكي تتوجب إعادته في اليوم التالي. كما أن معدات وأجهزة اليوم هي أمور شخصية تعكس أسلوبك في الحياة. كالهاتف مثلا، أو الكاميرا، أو مشغل الموسيقى. وهذا ما يقودني إلى الأمر التالي، وهو أنه على غرار الحروب الثقافية والاجتماعية التي تستعر اليوم، كقضايا الإجهاض، والعنصرية، وحق امتلاك السلاح، هناك حروب مشابهة ومشاعر خاصة حول استخدام معدات «أبل» و«مايكروسوفت» و«غوغل» والتحزب لها، والاختلاف في من هي الأفضل والأجدى، إلى غير ذلك. من هنا من السهل جدا تمييز من هم الكاسبون ومن هم الخاسرون، لكن وسط هذه المعمعة تبرز بعض المنتجات المجهولة التي هي رائعة فعلا التي من المفيد تسليط الضوء عليها. كذلك بعض المنتجات السيئة.
ومن الأمثلة على ذلك ساعة «مايكروسوفت سبوت ووتش» (2003) التي كانت ساعة رسغ لا سلكية يمكنها عرض مواعيدك ورسائلك مقابل تكلفة شهرية قدرها 10 دولارات، التي يتوجب إعادة شحنها ليلا، ولا تعمل خارج مدينتك ما لم تعبئ استمارة على الشبكة مسبقا. أو علبة «أكيمبو» (2005) التي تمنحك منفذا إلى أي برنامج تلفزيوني وفقا لكتاب التعليمات والإرشادات الذي طبع بحروف ميكروسكوبية. لكن خياراته الفعلية لم تتعد سوى أقنية قليلة ليست ذات بال، كانت أولها محطة تركية، وأخرى لمشاهدة أجزاء من بريطانيا من طائرة هليكوبتر.
ومع ذلك تستمر الابتكارات والاختراقات العلمية ذاتها في الظهور والتكاثر سنة بعد الأخرى، حتى ولو لم تكن ذات فائدة. فالناس مثلا لا ترغب في اقتناء هواتف فيديو، لأن السيدة قد تكون أثناء المكالمة مشغولة في تنظيف الصحون، أو أن شعرها منفوش وبحاجة إلى ترتيب، أو قد تكون في وضع غير مناسب. وإذا ما رغبنا في رؤية المولود الجديد، هناك «سكايب» أو «فيس تايم». أما التحادث مرات في اليوم الواحد فلا يتطلب فيديو.
وإذا رغبت في بيع هاتف بكاميرا وشاشة فأنت ستفشل حتما. كذلك فإن المراهقين لا يرغبون في أجهزة «كوميونيكيتورس» للتواصل، التي مهمتها فقط إرسال الرسائل النصية القصيرة، في حين لا يرغب الكبار منهم تصفح الإنترنت عن طريق شاشات التلفزيون. أما بخصوص أجهزة الإنترنت الخاصة بالمطابخ المعراة والمبسطة جدا، فلا أعتقد أن أحدهم سيفكر في إهدائها لي، أو لغيري.
تغير المنتجات
* الأهم من ذلك كله ينبغي تناسي كلمة معدات أبدية، فلا شيء يدوم أكثر من سنة واحدة. فمن أصل آلاف المنتجات التي استعرضتها خلال عملي منذ عشر سنوات، القليلة منها جدا فقط لا تزال في الأسواق.
طبعا قد تجد بعض الأجهزة التي لا تزال حفيداتها موجودة في السوق، مثل «آي بود»، و«بلاك بيري»، و«إنترنت إكسبلورر» وهكذا. ولكن من المتعب ذهنيا أن تتأمل ملايين الدولارات التي تنفق سنويا على منتجات وخدمات تملأ اليوم «مقبرة الإلكترونيات ذات التقنيات العالية» مثل «أوليمبوس إم روب»، و«بوكيت بي سي»، و«سمارت ديسبلاي»، و«مايكرو إم في»، والمنظمات الكفية، وغيرها الكثير. فالكل يدرك السبيل الذي تؤول إليه التقنيات في النهاية. والمهم هو الإقرار بزوال الجهاز في الوقت الذي تقتنيه، بحيث لا تحس بشعور الخسارة عندما يتوقف إنتاجه في الخريف المقبل.
الأمر الآخر أن هناك الكثير من المنتجات الجديدة مقبلة وبسرعة. ومن المستحيل مواكبة هذه الاتجاهات، لذا يتوجب معرفة ما تشتريه حتى لا تشعر أنك تخلفت عن الركب. ومهما حاولت مواكبة الابتكارات الجديدة عن طريق قراءة كل ما يصدر عنها في المجلات، والمدونات، وإعلانات الشركات، والمؤتمرات، سيظل هناك شيء منها مخفي عنك، أو الشعور بذلك، وهذا ليس وقفا عليك، بل على الجميع.
* خدمة «نيويورك تايمز»
دروس تعليمية في الكمبيوتر و الانترنت http://lessons-msh.blogspot.com/
شهدت العشر سنوات الماضبة تقنيات مدهشة مثل التلفزيون العالي الوضوح، و«بلو راي»،و«جي بي إس»، و«واي فاي»، و«جيمايل»، و«يوتيوب»، و«آي بود»، و«كيندل»، و«إكسبوكس»، ولعبة «ووي»، و«فيس بوك»، و«تويتر»، و«أندرويد»، ومخازن الموسيقى على الشبكة، والأفلام السينمائية التي يجري بثها.. وهكذا.
ومع نهاية العقد هذا يبدو مناسبا أن نستعيد بعضا من الماضي، ونستمد منه رؤيتنا إلى العقد الجديد من هذه الألفية الذي سيكون حافلا بالمنجزات التقنية.
<!-- adsense -->
من المعلوم أن الأشياء لا تحل محل الأشياء الأخرى، بل تتفرع عنها. وما يزعج هو سماع الخبراء والاختصاصيين وهم يرددون أن بعض المنتجات ستزيح «آي فون» مثلا، أو «كيندل». لكن اسمعوا جيدا أيها الناس: إن التقنيات الاستهلاكية تتفرع وتتشعب، ولا تحل الواحدة منها محل الأخرى.
وكان من المفروض أن يحل التلفزيون محل الإذاعة، وأقراص «دي في دي» محل ما قبلها، والقهوة الفورية محل الطازجة التي تغلى على مهل. لكن ذلك لم يحصل. إذن ماذا يخبئ لنا المستقبل؟
تنوع تقني
* هناك هواتف «آي فون» و«أندرويد»، وهناك إذاعة راديو الأقمار الاصطناعية وإذاعات «إف إم» و«إيه إم» (الموجة المتوسطة). كذلك هناك الكتب المطبوعة والكتب الإلكترونية. الأشياء لا تحل محل الأخرى، بل يضاف بعضها إلى بعض.
وعاجلا أم أجلا ستكون كل الأمور رهن الطلب. فالسنوات العشر الأخيرة قد شهدت تحولا كبيرا من التخزين والحفظ على الورق والشرائط، إلى التنزيل الرقمي للموسيقى والبرامج التلفزيونية والصور، والآن الكتب والصحف. فنحن نرغب في الوصول إليها مباشرة وفورا، وبسهولة كبيرة.
أطفالنا وأحفادنا اليوم يجدون أنه من المضحك والمسلي أنه إذا رغبوا في مشاهدة فيلم سينمائي في منازلهم يتوجب عليهم ركوب السيارة والتوجه إلى محل واستئجار قرص بلاستيكي تتوجب إعادته في اليوم التالي. كما أن معدات وأجهزة اليوم هي أمور شخصية تعكس أسلوبك في الحياة. كالهاتف مثلا، أو الكاميرا، أو مشغل الموسيقى. وهذا ما يقودني إلى الأمر التالي، وهو أنه على غرار الحروب الثقافية والاجتماعية التي تستعر اليوم، كقضايا الإجهاض، والعنصرية، وحق امتلاك السلاح، هناك حروب مشابهة ومشاعر خاصة حول استخدام معدات «أبل» و«مايكروسوفت» و«غوغل» والتحزب لها، والاختلاف في من هي الأفضل والأجدى، إلى غير ذلك. من هنا من السهل جدا تمييز من هم الكاسبون ومن هم الخاسرون، لكن وسط هذه المعمعة تبرز بعض المنتجات المجهولة التي هي رائعة فعلا التي من المفيد تسليط الضوء عليها. كذلك بعض المنتجات السيئة.
ومن الأمثلة على ذلك ساعة «مايكروسوفت سبوت ووتش» (2003) التي كانت ساعة رسغ لا سلكية يمكنها عرض مواعيدك ورسائلك مقابل تكلفة شهرية قدرها 10 دولارات، التي يتوجب إعادة شحنها ليلا، ولا تعمل خارج مدينتك ما لم تعبئ استمارة على الشبكة مسبقا. أو علبة «أكيمبو» (2005) التي تمنحك منفذا إلى أي برنامج تلفزيوني وفقا لكتاب التعليمات والإرشادات الذي طبع بحروف ميكروسكوبية. لكن خياراته الفعلية لم تتعد سوى أقنية قليلة ليست ذات بال، كانت أولها محطة تركية، وأخرى لمشاهدة أجزاء من بريطانيا من طائرة هليكوبتر.
ومع ذلك تستمر الابتكارات والاختراقات العلمية ذاتها في الظهور والتكاثر سنة بعد الأخرى، حتى ولو لم تكن ذات فائدة. فالناس مثلا لا ترغب في اقتناء هواتف فيديو، لأن السيدة قد تكون أثناء المكالمة مشغولة في تنظيف الصحون، أو أن شعرها منفوش وبحاجة إلى ترتيب، أو قد تكون في وضع غير مناسب. وإذا ما رغبنا في رؤية المولود الجديد، هناك «سكايب» أو «فيس تايم». أما التحادث مرات في اليوم الواحد فلا يتطلب فيديو.
وإذا رغبت في بيع هاتف بكاميرا وشاشة فأنت ستفشل حتما. كذلك فإن المراهقين لا يرغبون في أجهزة «كوميونيكيتورس» للتواصل، التي مهمتها فقط إرسال الرسائل النصية القصيرة، في حين لا يرغب الكبار منهم تصفح الإنترنت عن طريق شاشات التلفزيون. أما بخصوص أجهزة الإنترنت الخاصة بالمطابخ المعراة والمبسطة جدا، فلا أعتقد أن أحدهم سيفكر في إهدائها لي، أو لغيري.
تغير المنتجات
* الأهم من ذلك كله ينبغي تناسي كلمة معدات أبدية، فلا شيء يدوم أكثر من سنة واحدة. فمن أصل آلاف المنتجات التي استعرضتها خلال عملي منذ عشر سنوات، القليلة منها جدا فقط لا تزال في الأسواق.
طبعا قد تجد بعض الأجهزة التي لا تزال حفيداتها موجودة في السوق، مثل «آي بود»، و«بلاك بيري»، و«إنترنت إكسبلورر» وهكذا. ولكن من المتعب ذهنيا أن تتأمل ملايين الدولارات التي تنفق سنويا على منتجات وخدمات تملأ اليوم «مقبرة الإلكترونيات ذات التقنيات العالية» مثل «أوليمبوس إم روب»، و«بوكيت بي سي»، و«سمارت ديسبلاي»، و«مايكرو إم في»، والمنظمات الكفية، وغيرها الكثير. فالكل يدرك السبيل الذي تؤول إليه التقنيات في النهاية. والمهم هو الإقرار بزوال الجهاز في الوقت الذي تقتنيه، بحيث لا تحس بشعور الخسارة عندما يتوقف إنتاجه في الخريف المقبل.
الأمر الآخر أن هناك الكثير من المنتجات الجديدة مقبلة وبسرعة. ومن المستحيل مواكبة هذه الاتجاهات، لذا يتوجب معرفة ما تشتريه حتى لا تشعر أنك تخلفت عن الركب. ومهما حاولت مواكبة الابتكارات الجديدة عن طريق قراءة كل ما يصدر عنها في المجلات، والمدونات، وإعلانات الشركات، والمؤتمرات، سيظل هناك شيء منها مخفي عنك، أو الشعور بذلك، وهذا ليس وقفا عليك، بل على الجميع.
* خدمة «نيويورك تايمز»
رائع جداً و شيق و مكتوب بأسلوب جميل
ردحذفاخي انت الاكثر من رائع لأدبك و ذوقك و حسن مجاملتك
ردحذف